-->

الثقافة العلميه| مكبة محمود الشاوري

عن الثقافه العلميه|مكتبة محمود الشاوري
عن الثقافه العلميه|مكتبة محمود الشاوري




                         الثقافه العلميه والمستقبل


 في عملية التثقيف التي تشمل الى جانبه ما يأتي:– ربط العلم بحياة الفرد والمجتمع– ابراز كيفية مساهمة العلم في حل المشكلات القائمة .– القاء الضوء على تجارب العلماء والخبراء العرب في المجالات العلمية والتكنولوجية.– التصدي لمظاهر اللاعلمية وادعياء العلم واشباه العلميين.– ابراز الجوانب السلبية في المجتمع وحياة الافراد ، بنتيجة عدم اتباع اساليب العلم ومناهجه.– طرح الاثار الاجتماعية للعلم والتكنولوجيا مثل تلك المتعلقة بعلاقة السلطة الحاكمة بالمواطنين وقضاياالديموقراطية والبيروقراطية والعمالة الانتاجية وصراع الاجيال.وفي تساؤلات مليئة بالمرارة للدكتور نبيل في صفحات اخرى من كتابه عن اسباب القصور الكبيرة والعجز الفاضح في مختلف جوانب الحياة العربية يقول ( كيف لم يدرك مثقفونا الى الان اهمية الثقافة العلمية، في حين تخطط الهند لاقامة الف متحف للعلوم في خطتها العشرية للتنمية البشرية ، وكيف، والى متى، يظل التكنوقراط لدينا لا يعيرون التفاتا للجوانب الاجتماعية والثقافية لتكنولوجيا المعلومات؟وكيف فرضنا على كثير من علمائنا هجرة العلم ليقعوا فريسة لشبه العلم، او وهم ان يصبح الحديث عن العلم هو العلم ذاته؟
ويتساءل قائلا: ما تلك الارقام الهزيلة للغاية لانتاجنا في مجال الترجمة؟ مع كوننا مستوردين للعلم اصلا، لا منتجين له. فاجمالي ما يترجمه العالم العربي سنويا في حدود three hundred كتاب، وهو اقل من خمس ما تترجمه اليونان.والإجمالي التراكمي لكل ما ترجمناه منذ عصر المأمون الى الان في حدود عشرة ألاف كتاب، وهو يساوي ما تترجمه اسبانيا حاليا في عالم واحد.

ولا يستطيع باحث يتمتع بقدر ضئيل من الحاسة التاريخية أن يدعي أن هناك ما يسمى بالعصور الإسلامية، لأن الإسلام منذ ظهوره لا يقتصر على عصر محدد لا يتجاوزه، وإنما يمثل ديانة خالدة لكل زمان ومكان، وإذا كان الإسلام قد ظهر وازدهر في العصور الوسطى، فإنه ما زال–وسيظل–عقيدة وحضارة وفكراً وأسلوباً للحياة، وقوة لها وزنها على مسرح التاريخ البشري. ومعنى هذا أننا عندما نتكلم عن التقسيم الزمني للتاريخ فإن تاريخ العصور الوسطى هو الذي يمثل الجذع، لأن التاريخ من الناحية الزمنية يمثل ثلاثة أقسام لا رابع لها. وإذا قال بعضهم أن هناك عصوراً ما قبل التاريخ، وأن هناك ما أسموه التاريخ المعاصر، فإننا نقول إن هذه فروع من قسم أو آخر من أقسام التاريخ الثلاثة الكبرى. وليس معنى حرصنا على تكريم الإسلام وتاريخه أن نقلب التاريخ ونشوهه، أو أن نلجأ إلى تزييف الحقائق، لنستحدث تقسيماً خاطئاً ونقول إن هناك عصوراً إسلامية. وإنما ندرك أن أجدادنا عاشوا تحت مظلة الإسلام، وأننا الآن وكذلك من سيأتون بعدنا نعيش تحت مظلة الإسلام. وإذا كانت العصور الوسطى شهدت ذروة ازدهار التاريخ الإسلامي، فإن علينا إدراك أن المسلمين في تلك العصور لم يعيشوا منغلقين على أنفسهم، وإنما ربطتهم ببقية العالم–المسيحي وغير المسيحي–روابط سياسية وحضارية وعلاقات سلمية وحربية، وحسبنا ما كان هناك من علاقات واتصالات وتبادل هدايا بين هارون الرشيد وشارلمان في غرب أوروبا، وما كان من حرص بعض الخلفاء العباسيين على إرسال سفارات إلى القسطنطينية؛ حاضرة دولة الروم لاستحضار كتب من تراث اليونانيين في الفلسفة والطب والعلوم، وما كان من علاقات ودية ومحالفات بين الإمبراطور فردريك الثاني؛ إمبراطور الدولة الرومانية المقدسة في الغرب، وبعض سلاطين المسلمين في الشام ومصر، وما كان هناك من علاقات اقتصادية ومعاهدات بين سلاطين المماليك في مصر والجمهوريات الإيطالية مثل البندقية، وجنوة، وبيزا. وكل هذه دراسات تعبر عن صفحات لها أهميتها في التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية، ولا يستطيع باحث يلم بجوانب من واقع الاعتماد على المصادر العربية وحدها. إن التاريخ لا ينظر إليه بعين واحدة مطلقاً وإلا جاءت صورته مبتورة، والمؤرخ كالقاضي لا يكون حكمه أميناً صادقاً إذا بناه على شهادة طرف واحد، ولذا لا بد لدراسة تاريخ الإسلام وحضارته على أسس علمية من أن يكون عالماً بالأبعاد الحقيقية التي ازدهرت فيها دولة الإسلام وارتقت فيها حضارة الإسلام وهي العصور الوسطى. وهكذا فإن ادعاء البعض بأن أساتذة تاريخ العصور الوسطى لا ينبغي أن يتعرضوا لدراسة التاريخ الإسلامي، إنما هو ادعاء باطل يقوم على فكر خاطئ لا يميز بين تسمية العصور وحقول الدراسات التاريخية. وأساتذة العصور الوسطى في جامعاتنا المصرية والعربية أسهموا إسهاماً فريداً بناء في خدمة التاريخ الإسلامي وإلقاء الأضواء على جوانبه. ولا يتسع المجال لسرد أسماء عشرات المخطوطات في التاريخ الإسلامي التي حققها أساتذة تاريخ العصور الوسطى، وعشرات البحوث والكتب التي تصدر بين حين وآخر في التاريخ الإسلامي، وفي طليعتهم الدكتور حسنين ربيع رئيس اتحاد المؤرخين العرب حالياً، والعلامة سعيد عبد الفتاح عاشور، والدكتور قاسم عبده قاسم. وساحة العلم واسعة، ومجال التعاون بين الكل والجزء ينبغي أن يظل قائماً، وقد حض رسول الله عليه الصلاة والسلام، على تعلم لغات الآخرين، كما ورد عنه أنه قال: «لكل شيء عماد وعماد الإسلام العلم»، أما محاولة التستر على ما قد نشعر به من نقص تحت ستار تزييف الحقائق والتشدق بعبارات كالعلمانية والدينية، فهذا أبعد ما يكون عن روح الدين والعلم.

Mahmoud elshawry
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع مكتبة محمود الشاوري .

جديد قسم : كتب

إرسال تعليق